الحصة (1) - علم النفس - الصف الثاني الثانوي (مستر نور حمدي)

الوحدة الأولى: أساسيات فهم علم النفس

الدرس الأول: نشأة علم النفس

المدرس: مستر نور حمدي

مقدمة

يُعتبر علم النفس من العلوم الحديثة نسبيًا، حيث لم يظهر بمظهره العلمي المحدد إلا في الربع الأخير من القرن التاسع عشر. ورغم أن له جذورًا تاريخية ممتدة إلى الماضي، إلا أن تاريخه العلمي قصير مقارنة بعلوم أخرى.

الجذور التاريخية لعلم النفس

لم يظهر علم النفس فجأة، بل له ماضٍ طويل مرتبط بالتراث الإنساني والحضارات القديمة. فقد تناولت الحضارة الشرقية (الفارسية والهندية) موضوعات النفس، كما اهتم الفلاسفة اليونان مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو بالبحث في طبيعة النفس والإدراك والتفكير.

مراحل التطور التاريخي لعلم النفس

1. المرحلة الفلسفية: اهتم الفلاسفة بماهية النفس وعلاقتها بالروح ومصادر السلوك مثل التفكير والأحلام والإدراك. مثال: تصور أفلاطون للنفس كعربة يقودها جوادان أحدهما الغضب والآخر الشهوة، بينما السائق هو العقل.
2. المرحلة الفسيولوجية والبيولوجية: ارتبط علم النفس بعلم وظائف الأعضاء، حيث ظهرت محاولات استخدام المنهج التجريبي. ومن أبرز رواد هذه المرحلة وليم فونت الذي أنشأ أول معمل لعلم النفس عام 1879 بألمانيا، وركزت أبحاثه على عمليات الإدراك الحسي والزمن الفاصل بين المثير والاستجابة.
3. مرحلة الاستقلال: شهدت هذه المرحلة استقلال علم النفس عن الفلسفة والفسيولوجيا، واعتُبر السلوك الظاهري موضوعًا رئيسيًا للدراسة. اعتمد المنهج على الملاحظة والتجربة لفهم الظواهر النفسية.

مدارس علم النفس

ظهرت عدة مدارس في علم النفس مع بداية استقلاله، من أبرزها المدرسة السلوكية التي أسسها واطسون. ركزت هذه المدرسة على دراسة السلوك القابل للملاحظة والقياس (مثل التفكير، الضحك، البكاء)، وابتعدت عن الاستبطان الداخلي. اتبعت منهج الملاحظة الموضوعية الخارجية لفهم السلوك الإنساني.

الخلاصة

علم النفس مر بمراحل طويلة من التفكير الفلسفي والدراسات الفسيولوجية قبل أن يستقل كعلم تجريبي في نهاية القرن التاسع عشر. وقد ساهمت مدارسه المختلفة في تطوير مناهجه وأساليبه لفهم النفس البشرية والسلوك الإنساني بشكل علمي ومنظم.